حلمي القدسيمشرف قسم صناعات الاغذية
عدد المساهمات : 350
نقاط : 5311
تاريخ التسجيل : 03/09/2011
العمر : 35
| موضوع: الاغذيه المحوره وراثيا الجمعة يناير 13, 2012 8:56 am | |
| المقـدّمة :لقد مرّت الإنسانية عبر تاريخها بمراحل متعدّدة و كلّ ذلك كان نتاج تطوّر الفكر و المعارف في كل مجالات الحياة , فمن الصّيد إلى التدجين إلى الجني إلى الفلاحة البدائية إلى الصّناعة فالثّورة الصّناعية ثمّ الثّورة الخضراء إلى أن وصل بها المطاف إلى التحسين الوراثي بكلّ أشكاله بما في ذلك التّحوير الوراثي للمحاصيل الذي يعتبر نقطة تحوّل حاسمة في التّعامل مع الأحياء. إنّ علم الوراثة يكاد يصبح من العلوم الدّقيقة وهذا ما يجعل بلا شكّ هذا القرن قرن علم الأحياء والتقانة الحيوية على غرار ما كان عليه القرن الماضي كقرن للفيزياء والذرّة . ولكن أين حصل كلّ هذا التقدم وأين نحن في خضمّ كلّ هذه التغيرات؟ لا شكّ وأنّنا بعيدون عن هذا والدليل هو تبعيتنا ( إن كليا أو جزئيا في كثير من مجالات الحياة وخاصة في مجالي التغذية و الأدوية) إلى العالم المتقدّم الرائد في هذا المجال.إنّ التبعية التي نشهدها اليوم مرشحة للتفاقم في العقود القادمة ما لم نتدارك أمورنا بوضع سياسات جريئة مركّزة على مشاكل الماء, البيئة والزراعة لا سيّما وأن جل شعوبنا تعرف نموا ديمغرافيا عاليا وذلك موازاة بانحصار موارد المياه, اتّساع رقع التّصحر هنا وهناك مما يؤدي حتما إلى تقلّص المساحات المزروعة وتدهور الأسس الوراثية في العديد من البقاع, ولا شكّ أن هذه العوامل ستؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع حدة الفقر وتفشي الأوبئة وظهور نزاعات على مستويات عديدة (داخليا وخارجيا). فماذا علينا لتدارك أمورنا وخاصة في المجال الزراعي بحيث أنّ الأمم التي لا تملك قوت شعوبها لا تملك سيادتها ولا تستطيع أن تختار مصيرها بحرية ، يكمن الحل في وضع برامج تنمية مستدامة قائمة على المحافظة على الماء والتربة الذان يمثلان ركيزة لاستمرار الحياة . إنّ هاتين الركيزتين إنما تمثلان الدعامة الأولى لتحصين أسسنا الوراثية التي يجب المحافظة عليها وتطويرها بكل الوسائل المتاحة بما في ذلك التقانة الحيوية , فلا مستقبل للأمم ولا لأجيالها المقبلة بدون هذه الأسس. إنّ من الحقائق التي لا يجب أن نغفل عنها الربط بين مستجدّات البحث العلمي و النمو الاقتصادي وخاصّة الزراعي. إنّ معدّل الدّخل القومي في الدّول المتقدّمة يفوق بأربعين (40) مرّة معدّل الدّخل القومي في الدّول النّامية ولا غرابة في ذلك طالما أنّ النمو الاقتصادي في تلك الدول يرتكز في الدّرجة الأولى على المعطيات العلمية التي يسخّر لها في هذه البلدان من الأموال ما لا يقلّ عن 220 مرّة ممّا هو عليه في الدّول النامية (SERAGELDINE 2002 ).إنّ التطور المذهل للمحاصيل الزراعية في الدول المتقدمة يعود أساسا إلى إدخال برامج التحسين الوراثي بشكل كبير مع انتهاج أنظمة زراعية مكثفة (ري, أسمدة, رعاية صحية..) إلى أن وصل الأمر في هذه الدول إلى المنتجات المحورة وراثيا و التي وصلت مساحتها سنة 2002 إلى 52 مليون هكتار معظمها في أمريكا الشمالية وهو ما يعادل ما قيمته 5 مليار دولار أمريكي, وهذه الأرقام مرشحة للارتفاع مع حلول آفاق 2010 حيث من المنتظر أن تتضاعف 5 مرات على الأقل (GNIS 2002 ) , فأين نحن من كل هذا ؟ لا شك أن العديد من بلداننا تستورد و تستهلك , بعلم أو بغير علم, تلك المنتجات المحورة وراثيا من ذرة , زيوت , قطن .., لسدّ حاجيات المواطنين وهذا أمر طبيعي للغاية. أما الأمر غير العادي فهو ما يثار عندنا من ضوضاء وجدل حول هذه المنتجات بالشكل الذي هو قائم به في البلدان المتقدمة كأوروبا التي كثيرا ما تشكو من فائضها الزراعي غير المحور و الذي كثيرا ما تعجز عن تسويقه. فهل لنا خيار في ذلك؟ إما أن نستورد ما هو موجود في الأسواق العالمية وإما أن نحرم المواطن ... ثم حتى وإن كان لنا خيار بين المحوّر وغيره فهل الكل يملك الموارد المالية الإضافية لشراء غير المحور؟ أم أنهم (الدول المنتجة للأغذية المحورة) سفهاء يبيعون المنتوج العضوي و يستهلكون المحوّر؟ ثم حتى وإن زعموا أن المنتوج المباع لنا غير محورا, فهل كلنا نملك الوسائل العلمية الضرورية للتحقق من ذلك ؟ لماذا نحن دوما هكذا في تبعية فكرية مطلقة تكاد تكون عمياء لكل ما هو حاصل في العالم الغربي من نقاش وجدال كثيرا ما يقترب من العقم.ثمّ لا يجب أن ننسى صحون الكثير من شعوبنا ليست مليئة كصحونهم !! . إن الثورة العلمية التي نشهدها اليوم لم يسبق لها مثيل حيث أن اتحاد الثورة الرقمية (0101) والشفرة الوراثية ACGT) ) فتحت وستفتح آفاقا جديدة وأبوابا عديدة لحل الكثير من المعضلات المتعلقة بالتغذية والأدوية , فهل سنكون عند مستوى التحديات التي تواجه شعوبنا طالما أن الموارد المالية مع قلتها موجودة ؟ ويجب أن لا ننسى أن التقانة الحيوية أنتجت منذ 25 سنة ما لا يقل عن 1233 مادة جديدة, 11 منها فقط أنتجت خصيصا للمناطق الفقيرة في العالم بينما أكثر من نصفها موجه للحيوان في البلدان المتقدمة (SERAGELDINE 2002) , إن الأمر غني عن أي تعليق لا سيما وأن الكثير من تلك المواد أنتجت باستعمال الكثير من مواردنا الوراثية المنهوبة وفي كثير من الأحيان بتخطيط من علماء أمتنا. إذاً فإلى متى سنظل ننتظر وننتظر من الآخرين حل مشاكلنا ؟ ما علينا إلا ان نفكـر فـي الاستفادة مـن هـذه التقانات الجديدة واستعمالها بعقلانيـة كأداة تنمية مستدامة حفاظا على مواردنا الجينية وتحسينا لمنتجاتنا الزراعية , إن الآفاق واسعة والأبواب ما تزال مفتوحة أمامنا, ومـن يدري لعلهم يقولون لنا يـوما إن هذا النوع مـن التقانـة محظور عليكم لأنه يهـدد أمنهم ومصالحهم الاقتصاديـة . علينا بولوج هـذا الفضاء وعلينا أيضا أن نكـون أخلاقيين تجاه بيئاتنا ومجتمعاتنا متخذين كل أسباب الأمان حتى لا نجازف بوجودنا وكذا الأجيال التي من بعدنا. * التحوير الوراثي في أرقام : إن جل الدول المتقدمة إما منتجة أو مستهلكة أو منتجة و مستهلكة في آن واحد للمواد المحورة وراثيا (شكل 1 ). إن المساحات المصرح بها قد عرفت تطورا مذهلا في ظرف 6 سنوات حيث قفزت من 2 مليون هكتار سنة 1996 إلى أكثر من 52 مليون هكتار سنة 2001 وهي موزعة كالتالي حسب البلدان : أمريكا 68%, الأرجنتين 22 %, كندا 6 % والصين 3 %. وهذه المساحات السالف ذكرها مرشحة للتضاعف خلال العقد القادم ( شكل 2, شكل 3). إن المساحات السابقة موزعة بنسب متفاوتة على الأنواع النباتية التالية بحسب أهميتها الاقتصادية وذلك سنة 2001 : الصويا 63% , الذرة 19 % , القطن 13 % ثم الشلجم 5% ( شكل 4) . ولكن قائمة النباتات المحورة وراثيا طويلة جدا إلا أن الكثير منها لم يمر بعد إلى ميدان الزراعة والاستغلال .أما من ناحية الخصائص الوراثية المحورة فهي تتوزع على النحو التالي : تحمّل مفعول مبيدات الأعشاب 71% , تحمّل مفعول مبيدات الحشرات 22 %, تحمّل مفعول مبيدات الأعشاب والحشرات معا 7% , المقاومة للفيروسات 1%, بينما النوعية الغذائية 0 % . وهذا يبين أن الجهود الحالية موجهة خاصة نحو الإنتاج الكمي و ليس النوعي (شكل 5). أما قيمة مبيعات المنتجات المحورة وراثيا فهي أيضا في تطور مستمر حيث قفزت من حوالي 2 مليار دولار سنة 1998 إلى حوالي 5 مليار دولار/سنة 2000 والأرقام مرشحة لبلوغ 25 مليار مع حلول سنة 2010 (شكل 6). إن الأغذيـة المحتمل احتوائها علـى مركبات محـورة متعددة ( فواكـه , خضر , حبوب..) لأنها فـي أغلب الأحيان مستـوردة إما في شكل غـذاء أو في شكل بذور , وكذلك كل غـذاء يحتوي على عنصر أو أكثر من هذه المواد فهو أيضا محور (دقيق, زيوت, حلويات . نشأ الذرة , أغذيـة الصبيان. زبدة نباتية...) . هكذا يبدو جليا أن الهـروب مـن هـذه المـواد صعب للغاية ما دام معظمه مستورد من الخارج وبالتحديد من البلدان الأكثر تقدما و انتاجا في ميدان التحوير الوراثي. شكل رقم (2)نسب المساحات المزروعة بالأصناف المحورة وراثيا حسب الدول سنة 2001
|
|
|
|
| |
|
|
| <table cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"> <tr> <td>
</td> </tr> </table> | * لماذا ننتج الغذاء المحور وراثياً؟تنتج وتسوق الأغذية المحورة وراثياً لكي تعطي مميزات للمنتج والمستهلك على السواء. فتتمتع الأغذية المحورة وراثياً بتكاليف إنتاجية منخفضة كما تفيد من خلال قيمتها الغذائية العالية وطول فترة صلاحيتها او كلاهما. وفي الواقع فإن منتجي التقاوي المحورة وراثياً يركزون على الإبداعات التي تفيد المزارع وذلك من خلال إنتاج محاصيل مقاومة للآفات والأمراض النباتيه أو من خلال إنتاج محاصيل تقاوم فعل مبيدات الحشائش. وتنتج الأغذية المحورة وراثياً بشكل عام بهدف فائدة المستهلك.* هل الأغذية المحورة وراثياً آمنة؟هناك العديد من الجينات التي يتم إدخالها بطرق مختلفة في كائنات مختلفة لتصبح محورة وراثياً، ويوضح ذلك ان ما يتعلق بالاغذية المحورة وراثياً وآمانها يجب ان يُقَيم على اساس كل حالة على حدة حيث انه من غير الممكن ان تعطي شهادة واحدة لمدى سلامة الأغذية المحورة وراثياً. ومما هو جدير بالذكر ان الأغذية المحورة وراثياً المتواجدة الآن بالأسواق العالمية قد إجتازت جميع إختبارات المخاطر ولا تسبب أي أضرار لصحة الانسان. علاوة على ذلك، لم تظهر أي تأثيرات على صحة الانسان نتيجة للتغذية من هذه المنتجات الغذائية المحورة وراثياً في البلاد التي صرحت بها (مثل الولايات المتحدة الامريكية باستهلاك هذه الأغذية منذ عشرسنوات). كما يجب علينا تقييم مدى سلامة الأغذية المحورة وراثياً بإتباع قواعد دستور الأغذية العالمي Codex بالشكل المناسب متضمناً مراقبة الأسواق. * ماذا يحدث عند التجارة العالمية بالأغذية المحورة وراثياً؟تشارك العديد من المنظمات الدولية في عمل بروتوكول للكائنات المحورة وراثياً وتعد لجنة تشريعات الأغذية العالمية Alimentarius Commission Codex قواعد صحة الانسان عند التغذية على أطعمة محورة وراثياً. وفى مقدمة هذه القواعد تقديرات لمراحل ما قبل التسويق على اساس كل حالة على حدة متضمنه تقييماً لكلا التأثيرين (للجين الذي تم التحوير الوراثي به) والتأثيرات غير المتعمدة (والتي قد تظهر نتيجة لدخول الجين الجديد). ولا تشمل قواعد دستور الأغذيه العالمي Codex Principles اي إلزام لعمل تشريعات قومية، ولكنها تشير الى الإلتزام بإتفاقية منظمة التجارة العالمية والمتعلقة بالصحة العامة والنظافة وخلو النباتات من الأمراض (SPS Agreement) ، وهو ما يمكن ان يعتبر وثيقة مرجعية عند اي نزاع تجاري.
* هل تخطت المنتجات المحورة وراثياً والموجودة في الاسواق العالمية تقديرات المخاطر؟لقد تخطت جميع المنتجات المحورة وراثياً والموجودة في الاسواق العالمية حالياً جميع تقديرات المخاطر. وتتبع هذه التقديرات نفس القواعد الاساسية متضمنة تقديرات بيئية واخرى على صحة الانسان. ولقد اجتازت المنتجات المحورة وراثيا جميع التقديرات المطلوبة ولم تسجل اي مخاطر على صحة الانسان او البيئة من تلك المنتجات. |
|
زهرة الياسمينمشرفة
عدد المساهمات : 485
نقاط : 5516
تاريخ التسجيل : 02/05/2011
| موضوع: رد: الاغذيه المحوره وراثيا السبت يناير 14, 2012 8:26 pm | |
| |
|
حلمي القدسيمشرف قسم صناعات الاغذية
عدد المساهمات : 350
نقاط : 5311
تاريخ التسجيل : 03/09/2011
العمر : 35
| موضوع: رد: الاغذيه المحوره وراثيا الأحد يناير 15, 2012 9:26 am | |
| |
|
شيماءمشرفه
عدد المساهمات : 508
نقاط : 5590
تاريخ التسجيل : 04/05/2011
| موضوع: رد: الاغذيه المحوره وراثيا الأحد يناير 22, 2012 9:30 am | |
| |
|