كلية الزراعة

تاريخ التسجيل : 03/09/2011

الخضوع للحميات معركة خاسرة، فعند التقليل من تناول الطعام كجزء من
نظام الحمية التي تخضع لها من أجل تخفيف الوزن فإن الجسم يأخذ الانطباع بأن الطعام
قليل فيبطئ من عملية الأيض (Metabolism) من أجل الاستفادة من كمية الطعام القليلة الموجودة. على سبيل
المثال، إذا اتبعت حمية غذائية لمدة أسبوع ثم بعد ذلك عدت إلى نظام طعامك المعتاد
فلن يتم استهلاك الطعام بسبب بطء الأيض وسوف يخزن على شكل دهون وبذلك سوف تستعيد
الوزن المفقود.

في معظم الحميات الغذائية يتم فقدان كمية قليلة من الدهون بسبب
احتفاظ الجسم بالدهون الموجودة والبدء بتكسير العضلات وفقدان الماء. لكن عندما يتم
تناول كميات معتدلة من الطعام على فترات متقاربة فإن الجسم سوف يدرك أن الطعام
متوفر ولن يحتاج إلى تخزين الدهون الفائضة وسوف يبقي عملية الأيض في مستواها
الطبيعي.

قد يتحول الطعام إلى دهون أو إلى طاقة، بمعنى أنه
يمكنك تخزين ما تتناول من الأطعمة على شكل دهون مما يزيد من وزنك كما يمكنك صرفة
على شكل طاقة في نشاطات الحياة المختلفة. تخزين الطعام على شكل دهون أو حرقة يتحدد
عن طريق عدد من التفاعلات الكيميائية التي تحفز عن طريق الإنزيمات والتي تعتمد
بدورها على الفيتامينات والمعادن. على أية حال فليس من السهل تحويل جميع أنواع
الأطعمة إلى طاقة، فعندما يكون تحويل الطعام إلى طاقة مستحيلاً فإن الجسم يخزنه
على شكل دهون.

فلو تسألنا ما هي السعره الحرارية الكالوري (Calorie)؟ هي بمنظور علمي وحدة
حرارية لإنتاج الطاقة من الطعام. إن الفكرة التي ظلت متداولة عن إذا ما كانت عدد
السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم أقل من عدد السعرات الحرارية المستخدمة في
أنشطة الجسم وفي التمارين الرياضية فإن الجسم سوف يفقد الوزن غير دقيقة لأن نوع
السعره الحرارية عامل مهم في هذه المعادلة ويجب أن نأخذ بالاعتبار مصدرها سواء كانت
من الدهون (Fats)،
البروتينات (Proteins) أو نشويات (Carbohydrate).

بدلاً من اللهوث وراء
الحميات الغذائية حاول أن تعمل بانسجام مع متطلبات جسمك ونوبات الجوع الملحة (Hunger Urges). أظهرت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية الإكلينيكية عام
1996م أن الحفاظ على وزن ثابت لفترات طويلة من الوقت دائماً ما يرتبط بالصحة
الجيدة. ليس هنالك مشكلة في فقدان الوزن الزائد ولكن المشكلة في إعادة اكتسابه ومن
ثم فقدانه وهكذا. أظهرت الدراسات أن التذبذب في الوزن الناتج عن إتباع الحميات
الغذائية مقرون دائماً بالمشاكل الصحية مثل زيادة خطر الإصابة بمرض السكري، ارتفاع
ضغط الدم وزيادة الوفيات الناتجة عن أمراض القلب.

تاريخ
الحميات الغذائية (الريجيم):

من المفترض بكل أنواع
الحميات الغذائية أن تساعدنا على فقدان الوزن ولكن إذا كانت هذه الحميات تعمل
لماذا ما نزال نرى الكثير من أصحاب الوزن الزائد. التالي سوف يشرح النظرية وراء كل
طريقة وتحليل لمدى نجاحها في فقدان الوزن والحفاظ على الصحة.

الحميات الغذائية المعروفة:

قد تتعرف أو تكون
بالفعل جربت واحدة أو أكثر من هذه الحميات المشهورة.

1. حمية البروتين أو
حميه أتكنز (Atkins Diet):

هذا النوع من الحميات
معروف من السبعينات ويعتمد على تناول كميات كبيرة من البروتينات مثل اللحوم والبيض
مع القليل من النشويات مثل الخبز، الأرز، المعكرونه أو البطاطا. فقدان الوزن يكون
جيداً في البداية (تقريباً ستة كيلو جرامات في الأسبوعين الأولين) لكن للأسف أنه فقدان
للماء وليس للدهون.

هذا النوع من الحميات المعتمد على البروتين يسبب حالة أيض غير طبيعية
للجسم تسمى كيتوسيز (Ketosis) وتعني استخدام البروتينات لإنتاج الطاقة كبديل للنشويات مما يؤدي
إلى تكوين الأجسام الكيتونية.

كما يمكن أن تؤدي هذه الحمية المعتمدة على البروتين
إلى تغيرات في الخلايا الدهنية حيث يزداد حجمها مما يؤدي إلى تراكم الدهون ما إن
يتوقف الشخص عن الحمية.

بالإضافة إلى ذلك فإن تناول كميات كبيرة من البروتينات يودي إلى تغير
المزاج مما ينتج عنه رغبة ملحة في تناول النشويات والأطعمة الغنية بالدهون. على
العكس عندما يحتوي النظام الغذائي على كميات كافية من النشويات مما يؤدي إلى
ارتفاع نسبة السيراتوتين (Serotonin) في الدماغ مما يحسن المزاج ويقلل الشهية.

أوضحت دراسة شملت أربعين سيدة مصابة بالسمنة ومع تاريخ طويل مع
الحميات الغذائية، أن اللواتي خضعن لحمية مكونة من 1400 سعره حرارية يومياً مشتقه
من الكثير من النشويات والقليل من البروتينات لعدة أسابيع فقدن وزن أكبركما تمتعن
بمزاج أفضل وقدرة أكبر على التغلب على الرغبة الملحة في تناول الطعام مقارنة
باللواتي خضعن لحميه مكونة من 1400 سعره حرارية يومياً مشتقة من الكثير من البروتينات
والقليل من النشويات.

2.
حمية القلب (المعتمدة على الحساء):

هذه الحمية تسمح بتناول كميات غير محدودة من الحساء المصنوع من البصل
الملفوف، البصل الأخضر، الفلفل الأخضر والقليل من الطماطم المعلبة) مدعمة مع بعض
الأطعمة في بعض الأيام على النحو التالي:

اليوم الأول: حساء مع فواكه.

اليوم الثاني: حساء، خضار وبطاطس مشوية.

اليوم الثالث: حساء، فواكه وخضار.

اليوم الرابع: حساء، ثمانية حبات موز وحليب منزوع الدسم.

اليوم الخامس: حساء، لحم ضأن وطماطم.

اليوم السادس: حساء، لحم ضأن وطماطم.

اليوم السابع: حساء، أرز كامل وخضار.

هذه الحمية تتبع لمدة أسبوع واحد فقط، وعلى الرغم من أنها مملة إلا
أنها قد تؤدي إلى فقدان الوزن. على أية حال، هي لا تغير العادات الغذائية السيئة.

3.
حمية كامبردج (Cambridge
Diet):

هي عبارة عن حمية تعتمد على 500 سعره حرارية في
اليوم عن طريق استخدام وجبات تكميلية تحتوى على الحاجة اليومية من المعادن
والفيتامينات. هي عبارة عن ثلاثة وجبات تكميلية يومية تؤخذ على شكل حساء أو حليب.
كما يجب على المتبع لهذه الحمية شرب 2.25 لتر من الماء يومياً. بعد أربعة أسابيع
من إتباع هذه الحمية يتم استبدال واحد من هذه الوجبات التكميلية بوجبة طبيعية
مكونة من 400 سعره حرارية.

هذه الحمية تحتاج إلى قدرة عالية على التحمل كما أنها بطبيعتها مملة.
يتم فقدان الوزن بشكل جيد لكن الجسم قد يخسر العضلات بدل الدهون والذي يعتبر خطر
جداً فمثلاً قد يكون خسارة عضلات القلب مميتاً. كما أن هذه الحمية لا تقّوم
العادات الغذائية السيئة ولا توفر مساعدة لمتبعها بعد انتهائها.

4.
الحمية المعتمدة على نوع واحد من الطعام:

قد يكون لهذه الحمية أشكال مختلفة، عادةً ما تركز على نوع واحد من
الطعام ومن أشهرها الحمية المعتمدة على الجريب فروت وأخرى المعتمدة على البيض حيث
يسمح بتناول ستة بيضات مسلوقة وستة حبات من الطماطم يومياً.

قد تريح هذه الحمية متبعها من التفكير فيما يأكل لأنها تعتمد على نوع
واحد من الطعام. لكنها تفتقر إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية.