تعريف الحساسية
هي زيادة الأجسام المناعية في الجسم نتيجة لاستجابة الجسم لأي عضو غريب. أو
هي تفاعل غير طبيعي في الجسم يتسم بزيادة الحساسية أو التأثر
Hypersensevity نتيجة دخول المادة المحدثة للتفاعل أو هذه الاستجابة غير
الطبيعية داخل الجسم. ويتعرض الإنسان لهذه الظاهرة غالباً في طفولته ثم
تختفي أعراض الحساسية تدريجياً مع تقدم العمر أو قد لا تزول عن الإنسان،
ويتميز الأفراد المصابون بالحساسية بزيادة تكوينهم لكميات كبيرة من الأجسام
المناعية Immunoglabulin التي تزيد من قوة التفاعل المناعي لديهم ويزداد
تركيزها في الأغشية المخاطية المطبقة للقناة الهضمية والقنوات التنفسية
والأنف. وعند دخول العامل المحدث للحساسية Antigen فإن الأجسام المناعية
تتفاعل مع Antigen-antibody وتظهر أعراض الحساسية المختلفة. وفي اثناء
الهضم تزول غالباً العناصر الغذائية المحدثة للحساسية ولكن نظراً لكبر حجم
جزيئات البروتين فإنها نادراً ما تنفذ إلى مجرى الدم، ولكن في حالات
الطفولة حيث تنخفض الكفاءة الوظيفية للأغشية المخاطية المسؤولة عن نفاذية
العناصر الغذائية المهضومة في القناة الهضمية نتيجة عدم اكتمال نموها
النسيجي التركيبي فإن جدر القناة الهضمية قد تسمح بنفاذ بعض العناصر
الغذائية غير التامة الهضم الى مجرى الدم فتسبب هذه العناصر الغذائية
استثارة للجهاز المناعي في الجسم الذي يزيد من افراز الأجسام المضادة وتظهر
أعراض الحساسية(5).
وقد يسمى رد الفعل هذا (reaction) اما بالحساسية allergy أو عدم التحمل
intolerance وبعد تشخيص هذا المرض أو الحساسية فإنه يجب على الشخص أن يكيف
غذاءه لإبعاد المواد المسببة للحساسية(8).
أنواع الحساسية:
يقسم العلماء الحساسية إلى نوعين:
1- ظهور الأعراض بسرعة بعد تناول الغذاء: ويتميز هذا النوع بظهور الأعراض
لمدة دقائق من تناول الغذاء، أو بعد عدة ساعات. وتستمر الأعراض لفترة قصيرة
(حساسية - قيء - إسهال، ضيق في التنفس، ربو، التهاب الأنف). وعادة ما تكون
كمية الغذاء المتناولة قليلة وهذا النوع يسهل التعرف عليه باختبارات
الحساسية على الجلد. وغالباً ما يصحبه ارتفاع في كمية الأجسام المضادة في
الدم.
2- ظهور الأعراض بعد فترة أطول: food intolerance
وهذا النوع يتميز بظهور الأعراض بعد ساعات - أيام من تناول الغذاء وتستمر
الأعراض لمدة أيام. وغالباً ما تكون الأعراض مشابهة والنوع الأول ومتنوعة.
وتكون كمية الغذاء المتناولة كبيرة (على سبيل المثال.. اللبن) وهذا النوع
من الصعب التعرف عليه عن طريق اختبارات الحساسية على الجلد، كما أن كميات
الأجسام المضادة في الدم لا تزيد عن المعدل الطبيعي عند ظهور الأعراض.
وأصحاب هذا النوع من الحساسية يمكنهم تناول كمية قليلة من الغذاء مثل اللبن أو الحليب وخصوصاً إذا كانت جزءاً من الوجبة.
أسباب الحساسية
1- امتصاص بروتين غير كامل الهضم.
2- عدم اكتمال نضج الانزيمات في الطفولة يؤدي الى امتصاص البروتين غير كامل الهضم.
3- عدم اكتمال نضج وتكوين الخلايا الامتصاصية في جدر القناة الهضمية(5).
4- اختلال في التمثيل الغذائي والتي تعتبر "عدم تحمل Intolerance" نتيجة
لنقص نشاط بعض الانزيمات مثل قلة نشاط الانزيم المحلل لسكر اللبن
"اللاكتيز"
أعراض الحساسية
1- قد تظهر الحساسية على صورة اختلال في الجهاز الهضمي مثل التهاب القولون
والإسهال وسوء الامتصاص وألم في البطن أو حساسية مرتبطة بالجلد مثل
الأكزيما والهرش واحمرار لون اجلد والأرتيكاريا.
2- أو قد تظهر الحساسية منعكسة على الجهاز العصبي المركزي كالشعور بالصدع
نتيجة تورم خلايا الدماغ واضطراب الأعصاب وتغير الشخصية او حساسية منعكسة
على الجهاز التنفسي.
3- وقد تأخذ الحساسية أعراضاً مختلفة مثل ابيضاض لون الوجه، سلس البول اللا إرادي وتخلف النمو وعدم انتظام الدورة الشهرية.