الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمي

جامعة عمر المختار

كلية الزراعة – قسم الاقتصاد الزراعي

رسالة مقدمة من الطالب


علــي خليفــه عبـــد الســلام السكـــران

كجزء من متطلبات درجة الإجازة العالية (الماجستير) في الاقتصاد الزراعي


إشــــــــــــراف
أ. د. جمعه عبدالسلام أفحيمه


2009
 المستخلص
إن تعاظم الحاجة للمياه وازدياد الطلب عليها في معظم دول العالم مقابل محدودية الموارد المائية بها أدى إلى ظهور مشكلة المياه ، وما يسمي بمفهوم الأمن المائي والذي يرتبط ارتباطاً وثيقا بمفهوم الأمن الغذائي ويحتم على هذه الدول البحث والتحليل في كافة الجوانب التي من شانها أن تساهم في تنمية وصيانة مواردها المائية والرفع من كفاءة استعمالها . وتعد مياه الأمطار من أكثر الموارد الطبيعية أهمية في البيئات الجافة وشبه الجافة وتشكل المصدر الوحيد لجريان المياه السطحية وتغذية المخزون الجوفي مما يجعل إدارة مياه الأمطار عن طريق حصاد المياه من الوسائل المتاحة والأكثر ملائمة للتصدي لندرة المياه ودعم الموارد المائية بها . وفى ليبيا يعد الجبل الأخضر المنطقة الأكثر رطوبة بسبب الظروف المناخية السائدة حيث تصل معدلات سقوط الأمطار عليها لأكثر من 600 ملم / السنة.
تكمن مشكلة الدراسة في ضياع وفقدان معظم كميات مياه الأمطار الساقطة على منطقة الجبل الأخضر . وفى المقابل هناك عجز مائي وتدني في مستويات الإنتاج وقصور في تحقيق أهداف التنمية بسبب محدودية المياه . ولقد استهدفت الدراسة التعرف على التقنيات المختلفة لحصاد مياه الأمطار والجريان السطحي والاستفادة منها علي الوجه الأمثل ، حيث تفترض الدراسة أن حصاد المياه يساهم في تقليص العجز المائي بالمنطقة وتخفيف العبء على المياه الجوفية كما يساهم حصاد المياه في الرفع من كفاءة الإنتاج الزراعي وذلك باستخدام المياه التي يتم حصادها في الري التكميلي لأهم محاصيل الحبوب بالمنطقة , ومن خلال تصميم نموذج للري التكميلي ضمن المنطقة الأكثر أمطاراً بالجبل الأخضر منطقة مسه/ شحات التي يتراوح فيها معدل سقوط الأمطار السنوي بين 450-600 ملم / السنة .
من خلال الدراسة الاستطلاعية تبين أن التكاليف الثابتة المتوقعة للري التكميلي بلغت 269 دينار للهكتار الواحد لكل من محصولي القمح والشعير في حين بلغت التكاليف المتغيرة المتوقعة للري التكميلي لهكتار القمح 1329.54 دينار ولمحصول الشعير 44. 1172 ديناركما اتضح بالمقارنة والتنبؤ بإمكانية زيادة إنتاجية الهكتار الواحد لكلا المحصولين من 0.8 طن / هكتار إلى 4طن / هكتار و 4.2 طن / هكتار لمحصولي الشعير والقمح على التوالي كما أظهرت نتائج نموذج الري التكميلي أن صافى الإيراد المتوقع لهكتار القمح بلغ 2312.5 دينار بينما صافي الإيراد المتوقع لهكتار الشعير بلغ 1035.68دينار بأسعار الموسم الزراعي لسنة 2008حيث بلغ سعر طن القمح800 دينار وسعر طن الشعير 300 دينار كذلك اتضح من مؤشرات الكفاءة الاقتصادية أن العائد المتوقع على الدينار المستثمر لمحصول القمح بلغ 1.45 دينار بينما بلغ العائد المتوقع على الدينار المستثمر لمحصول الشعيربلغ 0.72 دينار
وباستخدام البرمجة الخطية عن طريق الحاسب الآلي لتحليل بيانات النموذج المقترح للري التكميلي المصمم الذي يهدف إلى تعظيم الأرباح وتدنيه التكاليف تبين أن أعلى قيمه لصافي العوائد بلغت 848,182,3 دينار لإجمالي المنطقة المستهدفة التي بلغت مساحتها 4,000 هكتار كما تم اختيار محصول القمح المروي من بين الأنشطة المطروحة في مصفوفة البرمجة الخطية ، و بإجراء تحليل الحساسية لنموذج الري التكميلي المصمم بمنطقة الدراسة تبين أن المشروع ذو جدوى اقتصاديه حيث يحقق ربحا عند ارتفاع التكاليف الفعلية عن المقدرة بنسبة 40% أو عند انخفاض الإيرادات الفعلية عن المقدرة بنسبه 40% كذلك الحال عند ارتفاع التكاليف الفعلية عن المقدرة بنسبة 20% مع انخفاض الإيرادات الفعلية عن المقدرة بنسبة 20% .
وقد خلصت الدراسة لمجموعة من التوصيات والمقترحات التي أكدت على ضرورة الاستفادة من مياه الأمطار والجريان السطحي في تغطية جزء من العجز المائي في المنطقة وتخفيف العبء على المياه الجوفية وللرفع من كفاءة الإنتاج الزراعي بإدخال الري التكميلي باستخدام المياه التي يتم حصادها ، كذلك الاستفادة من تجارب الدول المجاورة في مجال حصاد المياه والري التكميلي ، تقديم المعلومات والإرشادات والتسهيلات المالية للمزارعين بالمنطقة للتوسع في مشاريع حصاد المياه والري التكميلي .