مفهوم الأمن الغذائى
ثمة عدة مفاهيم أخذت ترتبط بموضوع الأمن الغذائى: فهناك مثلا مفهوم الاكتفاء الذاتى والعجز الغذائى والفجوة الغذائية وغير ذلك من المفاهيم التى تبلورت مع تطور اختلال التوازن بين العرض والطلب على المواد الغذائية – أى بين إنتاج المواد الغذائية واستهلاكها, وحدوث عجز كبير فى إنتاج الغذاء وانتشار ظاهرة الجوع فى مناطق عديدة من العالم. والمقصود بالأمن الغذائى: هو مقدرة البلد أو البلدان على تأميم المواد الغذائية اللازمة لتغذية السكان بشكل يلبى الاحتياجات الضرورية والأساسية لنمو الإنسان وبقائه فى صحة جيدة. زد على ذلك أنه لابد من توفير مخزون من المواد الغذائية الأساسية تستطيع الدولة اللجوء إليه فى حال حدوث كوارث طبيعية تقلل من إنتاج الغذاء, أو فى حال تعذر حصول تلك الدولة على المواد الغذائية التى تنقصها عن طريق استيرادها من الخارج.
وهذا يعنى أن الهدف قد لا يكون بالضرورة تحقيق الإكتفاء الذاتى, فهناك بعض الأقطار لا يمكن بشكل واقعى أن يراودها أمل تحقيق الإكتفاء الذاتى من الأغذية, وهناك أقطار أخرى قد ترى أنه من الأفضل اقتصاديا من ناحية الميزات النسبية أن تستعمل جزءا من أراضيها الصالحة فى زراعة محاصيل تصديرية يمكنها أن تدر نقدا أجنبيا يزيد عن تكاليف استيراد ما ينقصها من المحاصيل الغذائية التى قد تنتجها المساحة نفسها من الأراضى.
وبما أن مشكلة العجز الغذائى لم تعد مجرد مشكلة اقتصادية زراعية, وإنما أصبحت أيضا مشكلة سياسية, حيث إن الغذاء قد أصبح سلاحا استراتيجيا فى يد الدول المنتجة والمصدرة للحبوب تضغط به على الدول المستوردة لتحقيق أهدافها السياسية, لذلك نجد أن عددا كبيرا من الدول , والأقطار العربية من يرغب فى المحافظة على هدفه لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الأغذية, بل وزيادته من أجل المساهمة فى زيادة الأمن الغذائى.
وفيما يتعلق بمفهوم الفجوة الغذائية؛ فتعرف عادة على أنها "الفرق بين إنتاج المواد الغذائية والطلب عليها من أجل استهلاكها فى قطر أو إقليم معين. غير أن هناك من يعتقد بأن اعتبار الفجوة بين الإنتاج والإستهلاك بأنها الفجوة الحقيقية أمر يعوزه كثير من الدقة فى البلدان النامية, حيث أن الفرق بين الإنتاج والإستهلاك هو الفجوة الظاهرية التى قد لا تساوى بالضرورة الفرق بين الإنتاج والحاجة الموضوعية للسكان. حيث إن سكان البلدان النامية حتى فى الدول ذات الدخل المرتفع لا يحصلون على الحاجة الموضوعية (أى الحقيقية) للغذاء والتى يمكن احتسابها على أساس ثلاثة مستويات:
أ- الحد الأدنى: مستوى الحد الأدنى من الغذاء الموصى به من قبل منظمة الأغذية والزراعة
الدولية ومنظمة الصحة العالمية.
ب- الحد المتوسط: مستوى الإستهلاك العالمى للفرد سنويا.
ج- الحد الأمثل: مستوى استهلاك الفرد فى البلدان الرأسمالية المتطورة.
وبهذا فإن الفجوة الغذائية المحتسبة على هذه الأسس يمكن تسميتها بالفجوة الموضوعية, وتسمية الاكتفاء الذاتى المحسوب على أساسها بالاكتفاء الذاتى الموضوعى. أما الفجوة والاكتفاء الذاتى المحسوبان على أساس الفرق بين الإنتاج والاستهلاك دون الأخذ بالحاجات الموضوعية فيمكن الإشارة إليهما على أنهما فجوة ظاهرية واكتفاء ظاهرى(7).
المرجع :المؤتمر الدولى لجامعة الزقازيق
تحت عنوان
العلوم الاجتماعية وصورة مستقبل المجتمع
4-5 أبريل 2009
الأمن الغذائي قضية أمن قومى
رؤية مستقبلية للمجتمع المصرى
دكتور/ مهدي محمد القصاص
أستاذ علم الاجتماع المساعد
قسم الاجتماع – كلية الآداب
جامعة المنصورة
تحيات م/حسين التام

موضوع جميل وواضح شكرا

موضوع جدا رائع شكرا لك اخ حسين على هذا الموضوع - تحياتي -
تقبل مرووووووووووووووووووووووووري