يوجد مايقرب من 20,000 نوع من الأشجار. تتفاوت هذه الأشجار بين أشجار الغابات القوية وأشجار الزينة الهشة. وتنمو أكثر تشكيلات الأشجار تنوعا في المناطق الاستوائية الرطبة. ويقسم العلماء المهتمون بالدراسات النباتية، النباتات ذات الصفات المتشابهة إلى مجموعات مختلفة انظر: النبات. وعلماء النبات يجمعون كل نوع من الأشجار مع نباتات أخرى لها صفات مشتركة مع هذه الأشجار. لذلك نجد أن مجموعة من هذه النباتات تشمل بعض الأشجار وبعض الجنبات أو النباتات المعترشة وبعض النباتات العشبية. وعلى سبيل المثال نجد أن أشجار السنط الكاذب ونباتات رِتْم المكانس والبرسيم، كلها تنتمي إلى فصيلة واحدة، وقد جمعت هذه النباتات في مجموعة واحدة؛ لأنها تتكاثر بالطريقة نفسها ولها أزهار متشابهة. ومن ناحية أخرى نجد أن بعض الأشجار المتشابهة، مثل السراخس الشجرية وأشجار النخيل تنتمي إلى مجموعات مختلفة من النباتات.
ويمكن أيضا تقسيم الأشجار إلى ست مجموعات، حسب الصفات المختلفة المشتركة بينها. وهذه المجموعات الست هي: 1- الأشجـار ذات الأوراق العريضة. 2- الأشجار ذات الأوراق الإبرية (المخروطية). 3- أشجار النخيل والكاذي والزنبق. 4- الأشجار السيكاسيه. 5- السراخس الشجرية. 6- أشجار الجنكة.
صبار ساغوارو أو الصبار العملاق شجرة لها أشواك بدلا من الأوراق. تنمو إلى ارتفاع يصل من 8 إلى 15 م. ولها ساق خشبية سميكة وتحمل ثمارا حلوة المذاق.
الأشجار ذات الأوراق العريضة. وهي أكثر المجموعات الشجرية عددًا وتنوعًا. وتشمل أنواع أشجار المُرَّان، والدردار، والقيقب، والبلوط، والجوز، والصفصاف، وأنواعًًا كثيرة من الأشجار المألوفة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بالإضافة إلى أنواع الأوكالبتوس العديدة بكل من أستراليا ونيوزيلندا، كما أنها تشمل معظم أنواع أشجار المناطق الاستوائية مثل أشجار الماهوجني والمانجروف. بالإضافة إلى أوراقها العريضة والمسطحة، تشترك هذه المجموعة في صفات أخرى. وكل الأشجار ذات الأوراق العريضة في المناطق المعتدلة تقريبًا نفضية (متساقطة الأوراق)؛ أي تفقد أوراقها في فصل الخريف من كل عام، والقليل من الأشجار ذات الأوراق العريضة في المناطق المعتدلة لاتفقد أوراقها في فصل الخريف، وهذه الأنواع دائمة الخضرة من ذوات الأوراق العريضة وتشمل؛ أشجار البقس، وأشجار البلوط الأخضر في شمالي أوروبا، وبعض أشجار المناطق الاستوائية من ذوات الأوراق العريضة متساقطة الأوراق، لكن أغلبها دائمة الخضرة. انظر: الأشجار النفضية؛ الدائم الخضرة.
ويطلق المختصون بأمور الغابات اسم الأخشاب الصلدة على الأشجار ذات الأوراق العريضة؛ لأن كثيرًا من هذه الأشجار مثل، أنواع الزان، والقيقب، والبلوط لها أخشاب متينة وصلبة، وتصلح مثل هذه الأخشاب لعمل الأثاث الجيد. وبعض الأشجار عريضة الأوراق مثل أشجار الزيزفون والحور لها أخشاب ضعيفة وخفيفة الوزن.
وتنمو أشجار البلوط الصحراوي في وسط وشمال غربي أستراليا. والأخشاب التي تنتجها، أخشابٌ شديدة الصلابة وتقاوم الحشرات والآفات. ومعظم الأشجار في هذه المنطقة صغيرة الحجم.
الأشجار ذات الأوراق العريضة
تنتمي الأشجار ذات الأوراق العريضة لمجموعة كبيرة من النباتات تُسمى كاسيات البذور. ولهذه النباتات أزهار تنمو وتتحول إلى ثمار تطوق البذور كليا. والثمار هي بذرة أو بذور النبات بالإضافة إلى الأجزاء التي تحيط بها. ويقسم علماء النبات كاسيات البذور إلى مجموعتين:ذوات الفلقة الواحدة و ذوات الفلقتين. وتنتج ذوات الفلقة الواحدة بذورا تحتوي على تركيبة ورقية واحدة تسمى الفلقة. انظر: الفلقة. وتشمل هذه النباتات أشجار النخيل والكاذي والزنبق. تنتج ذوات الفلقتين بذورًا ذات فلقتين، وهذه النباتات تشمل أشجارًا من ذوات الأوراق العريضة. وكذلك تنتمي إلى ذوات الفلقتين أنواع قليلة من الأشجار التي ليست لها أوراق عريضة ومسطحة، مثل صبار ساغوارو الذي ينمو فى جنوبي غرب الولايات المتحدة. وهو ذو محور شائك. انظر: كاسيات البذور.
الأشجار ذات الأوراق الإبرية
الأشجار ذات الأوراق الإبرية (المخروطية). تشمل أنواع التنوب والصنوبر والسكويا والراتينجية. وتُصنَّف أشجار الطَّقْسُوس كذلك ضمن الأشجار ذات الأوراق الإبرية. يوجد نحو 650 نوعًا من الأشجار ذات الأوراق الإبرية، ومعظم هذه الأشجار لها أوراق ضيقة حادة الرأس شبيهة بالإبرة. ولكن أنواعًا قليلة منها مثل أشجار الأَرز والعرعر لها أوراق ضيقة شبيهة بالحراشف.
والغالبية العظمى من الأشجار ذات الأوراق الإبرية دائمة الخضرة بالرغم من أنها تنتج أوراقًا جديدة كل عام. ويتحول لون أقدم الأوراق إلى أصفر أو بني، ثم تسقط، بينما تظل أحدث الأوراق خضراء ولاتسقط. وهناك أنواع قليلة من الأشجار ذات الأوراق الإبرية متساقطة الأوراق. وأحد هذه الأنواع هو نبات الأرزية الذي ينمو في الغابات الشمالية. ونوع آخر من ذوات الأوراق الإبرية متساقطة الأوراق هو السَّرْو المكسيكي.
ويطلق مختصو الغابات اسم الأخشاب اللينة على الأشجار ذات الأوراق الإبرية؛ لأن معظمها ينتج أخشابا أقل متانة وصلابة من ذوات الأوراق العريضة. لكن أخشاب تنوب دوجلاس والطقسوس وبعض الأشجار الإبرية الأوراق الأخرى صلبة.
وتنتمي الأشجار ذات الأوراق الإبرية إلى مجموعة نباتية تسمى عاريات البذور. وهذه المجموعة ليس لها أزهار حقيقية وبذورها غير مطوقة بثمار. تحمل معظم أشجار عاريات البذور بذورها في مخاريط مكونة من حراشف قاسية، وتكون البذور مكشوفة على سطح هذه الحراشف. انظر: الصنوبر المخروطي؛ عاريات البذور.
تنمو معظم المخروطيات شمالي خط الاستواء. وتنتمي معظمها إلى أربع فصائل هي: الصنوبر والسرو والطقسوس والطَّقْسُوديوم (نوع من أشجار الزينة يشبه السرو). وتُعد فصيلة الصنوبر أكبر هذه الفصائل. وهي لاتشمل الصنوبريات فقط، بل تشمل أنواعًا أخرى مثل أنواع التنوب والإتسوغة واللاركس والراتينجية. وتمثل أشجار الصنوبر جنسًا كبيرًا داخل الفصيلة الصنوبرية. ومن أكثر الأنواع المعروفة من بين 200 نوع داخل هذه الفصيلة هو الصنوبر الأسكتلندي ذو القلف الأحمر. وتشمل الفصيلة الطقسوسية بعض أشجار الزينة المعروفة من أنواع الطقسوس الإنجليزي والطقسوس الياباني. وأنواع الطقسوس لاتنتج مخاريط وإنما تحمل ثمارًا عشبية شبيهة بالكوب. ويحمل الكثير من أعضاء الفصيلة السَّرويَّة أوراقا حرشفية، وتفرز رائحة توابل زكية. وتتضمن فصيلة الطقسوديوم أنواعًا عديدة، بالإضافة إلى أضخم أنواع الأشجار وهي أشجار السكويا العملاقة التي تنمو غربي أمريكا الشمالية.
تنمو فصيلتان من فصائل المخروطيات هما: ـ الفصيلة المعلاقية والفصيلة الأروكارية ـ غالبًا جنوبي خط الاستواء. والأشجار المعلاقية دائمة الخضرة عالية ولها أوراق أعرض من أوراق معظم الأشجار ذات الأوراق الإبرية. أما الفصيلة الأروكارية فتشمل الصنوبر التشيلي، وهذه الأشجار غريبة الشكل لها فروع شبيهة بالثعابين ومغطاة بأوراق حرشفية حادة. وتسمى في بعض الأحيان شجرة لغز القرود؛ لأن أوراقها الحادة تجعل التسلق عليها صعبا. وتشمل الأشجار ذات الأوراق الإبرية المستوطنة في نصف الكرة الجنوبي أنواع الصنوبر الكوري التي تنمو إلى ارتفاع يقارب ارتفاع أشجار السكويا بأمريكا الشمالية. والأشجار ذات الأوراق الإبرية في نصف الكرة الجنوبي نادرا ما تكون غابات شاسعة. وتوجد كأشجار منفردة أو في جيوب صغيرة بين الأشجار العريضة الأوراق.