أطلق الشاعر الأميركي بيو بيوسوليل، اخيرا، صيغة فكرية لمشروع (تحالف) في الولايات المتحدة، باسم (تحالف شارع المتنبي)، مجسدة بصيغة احتفالية فكرية فنية في سان فرنسيسكو، وذلك بمعرض عنوانه (شارع المتنبي يبدأ من هنا)، وهي إشارة رمزية ساخرة إلى التحالف العالمي، برئاسة أميركا لاحتلال العراق. وشارع المتنبي معروف لدى العراقيين بشارع الكتب. وتأتي هذه الفعالية من أجل ابراز أهمية الشارع العريق باعتباره فضاء للثقافة وتبادل الأفكار، وذلك على خلفية تعرض الشارع البغدادي الشهير لحادث تفجير سيارة مفخخة في 5 فبراير 2007.

يقام المعرض في (مركز زين سان فرانسيسكو)، حيث تم عرض 130 قصيدة، مكتوبة على صفحات أوراق جدارية كبيرة تشبه الملصقات، مثل النشرة المطوية، وهي قطعة من الورق يطبع عليها إعلان أو أغنية، ثم تطوى، من أجل تجسيد قوة الكلمات. ويتم نقل هذه المطويات بين ما يزيد على العشرين، من المكتبات الجامعية والمكتبات العامة والمتاحف، في: الولايات المتحدة، كندا، ايرلندا.

ومن المعروف أن الشعراء والمفكرين والكتّاب والأدباء في العراق والعالم العربي، يقصدون هذا الشارع لتبادل الأفكار واقتناء الكتب وبيعها. وتعود هذه الظاهرة إلى 800 عام.


صلة «المتنبي» بسان فرانسيسكو؟

تبدأ القصة لاقرار وتبني مشروع هذا (التحالف) الذي يمثل احتفالية فكرية برؤى وتوجهات خاصة، من صاحب مكتبة أميركي يدعى، بيو بيوسوليل، ويدير مكتبة اسمها (غريت أوفر لاند بوك كامباني)، في شارع جودت ستريت، بسان فرانسيسكو، حيث تأثر كثيراً لما وقع لهذا الشارع العريق، واعتبر الاعتداء الذي وقع عليه هو اعتداء على القراءة والثقافة بصورة عامة، دون النظر إلى الأعراق والأجناس. ويتكون هذا (التحالف الثقافي) من مناصري الثقافة العراقية، من الكتّاب والأدباء والفنانين والرسامين، حيث يسعى مؤسس هذا المعرض الدائم والمفتوح إلى تقليص المسافة بين شارع المتنبي وبقية الشوارع الثقافية في أنحاء العالم. وهي في الوقت ذاته إحياء لذكرى الذين قضوا في الحادثة وتخليدا للشارع الذي استهدفه الانفجار. ودعا بيوسوليل كافة أصحاب المطابع والعاملين في مجال صناعة الكتب إلى الإسهام في هذا المعرض. ولقيت دعوته صدى طيباً لدى المهتمين بالكتاب والثقافة عامة، من كندا وكوريا وأستراليا ونيوزيلندا وهولندا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، واعتبر هذا الشارع رمزاً للانفتاح الفكري والثقافي. وتتعاون البروفيسور البريطانية كاثلين واكآب في هذا المشروع.