المشاريع الصغيرة .. الطريق الأمثل للحد من البطالة
السبت - 6 - فبراير - 2010 - استطلاع / منصور شايع



تعد المشاريع الصغيرة والمتوسطة إحدى الوسائل الهامة والاستراتيجية لتشغيل الشباب والحد من البطالة في المجتمع خاصة مع تراجع دور الدولة وعجزها عن توفير فرص عمل نتيجة تضاعف النمو السكاني وتزايد أعداد خريجي الجامعات في التخصصات والمهن المختلفة .. المهندسون الزراعيون إحدى الفئات المتأثرة بندرة التوظيف في الجهات الحكومية المختصة حيث يوجد المئات منهم بدون عمل في بلد زراعي بامتياز. ومن أجل ذلك نفذت نقابة المهندسين الزراعيين اليمنيين خلال الأيام الماضية برامج تأهيلية لعدد من أعضائها تركزت حول إعداد وإدارة المشاريع الصغيرة وكيفية تسويق المنتج . "الثورة" التقت عدداً من المتدربين والمدربين المختصين الذين تحدثوا عن أهمية تلك المشاريع والبرامج التأهيلية لتنفيذ مشاريعهم الخاصة .
تحدثت بداية المتدربة / حنان المروني قائلة: المشاريع الصغيرة والمتوسطة هامه جداً للشباب وخاصة في أوساط المهندسين الزراعيين لأن فرص العمل قليلة وهم فقط بحاجة إلى دعم لتنفيذ مثل هذه المشاريع . مؤكدة على أهمية وضع دراسة جدوى دقيقة حتى ينجح المشروع إضافة إلى إلمام صاحب المشروع بالطرق والوسائل والأساليب التي يجب أن يقوم بها من أجل تسويق المنتج وحتى يكون مقبولاً لدى المستهلك . وأضافت المروني أن المشروع الذي تسعى إلى تنفيذه مع زميلاتها هو مشروع إنتاج الفطر لأنة جديد وغير موجود في اليمن فهو بحاجة إلى ترويج وتعريف الناس بهذا المنتج ونتوقع أغلب من سيستهلك هذا الفطر هم أصحاب المطاعم والفنادق الكبيرة والسفارات . مشيرة إلى أن الدورة التي شاركت فيها ونظمتها على مدى ثلاثة أسابيع نقابة المهندسين اليمنيين كانت ناجحة جداً. مشيرة إلى أن البرامج التدريبية ركزت على التخطيط لإقامة المشاريع وإدارتها وكيفية التسويق والترويج لها .

خيرات متعددة
وقال المتدرب/ إبراهيم الشيخ أن أهمية المشاريع الصغيرة تكمن في استيعابها للكثير من العمالة سواءً المؤهلة أو غير المؤهلة وخاصة في المجال الزراعي كون فرص المشاريع الصغيرة والمتوسطة كثيرة والخيارات متعددة فقط بحاجة إلى وضع دراسات جدوى اقتصادية صحيحة وسليمة وتمويل للمشروع وبالتالي نجاحه مضمون بإذن الله كما أن مثل هذه المشاريع سهلة التنفيذ في حال وجود إدارة منظمة .مشيرا إلى أن المشروع الذي اختاره هوإنشاء مكتب لتنظيم الحدائق بحكم سكنه في المدينة . وقال: البرنامج التدريبي كان بمثابة الضوء الذي أنار لي دربي نحو السوق ودراسته واكتساب خبرة بكيفية إدارة المشروع .. موضحا أن هذه مجرد أدوات مكملة لما لدى المهندس الزراعي من معلومات ومفاتيح اكتسبها أثناء دراسة الجامعية .
داعيا إلى إقامة المزيد من هذه البرامج للتعرف على كيفية تنفيذ وإدارة المشاريع وتسويق المنتجات.
استيعاب العاطلين
وتؤكد من جانبها المتدربة/ ريم الأهدل أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تكمن أهميتها في استيعاب الخريجين العاطلين عن العمل خاصة وأن الحكومة لاتستطيع توفير وظائف وفرص عمل للخريجين ، فالمشاريع الصغيرة تنظمهم وتجعلهم يبدعون في مجالات تخصصاتهم التي اختاروها. مؤكدة على أهمية أن تقوم مختلف الجهات بعمل برامج تدريبية وتأهيلية للطلاب المتخرجين وإعادة تأهيلهم في المجالات والتخصصات التي تعلموها وتعريفهم بأهمية المشاريع الخاصة . داعية الشباب والطلاب إلى تطوير أنفسهم والبحث عن كل جديد في المجالات التخصصية خاصة وأن المعلومات أصبحت سهلة الوصول إليها في عالمنا اليوم .
وأضافت: المشاريع الزراعية متعددة وقد اخترت مشروعي المستقبلي زراعة الفطر أو ما يعرف بـ اللحم النباتي " الذي نعتبره من ضمن المشاريع الهامة والتي نسعى إلى تنفيذها خاصة وأنها سهلة الزراعة في المنازل وهي فقط بحاجة إلى نوع من التعريف بها والترويج لها في أوساط المستهلكين وهي مربحة جداً. وقالت: البرامج التـأهيلية التي أخذناها كانت مفيدة وإضافة جيدة لما تم اكتسابه من مهارات معرفية في دراستنا الأكاديمية.
تعاون
ويشير من جانبه الأخ/ أسامة الدمشقي / مدير التدريب في نقابة المهندسين الزراعيين اليمنيين إلى أن اليمن من الدول النامية وتعاني من مشكلة البطالة والفقر ويزداد هذا نتيجة زيادة معدل النمو السكاني وعدم وجود فرص عمل واستثمارات واسعة ولابد من تعاون الجميع وعلى رأسهم منظمات المجتمع المدني مع الحكومة لتوفير فرص عمل وأبرزها إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة كونها تغطي عجز استيعاب البطالة .منوهاً بأن البرنامج التي تنفذه النقابة يعد أول مشروع لتدريب 40 مهندساً زراعيا وبعد انقضاء فترة التدريب يتم عمل تطبيق ميداني لمدة ثلاثة شهور لنفس المتدربين بحيث يأتوا بدراسة جدوى اقتصادية مكتملة لمشاريعهم من أجل البحث لهم عن تمويل .
برنامج مكثف
مشيداً بتجاوب وزارة الزراعة بتعهدها بدعم وتمويل هذه المشاريع وكذا البنك الزراعي وجهات ممولة أخرى . مؤكدا أن النقابة تستهدف تدريب 540 مهندساً ومهندسة من خريجي كليات الزراعة في جامعات كل من محافظات( صنعاء - ذمار - عدن - حضرموت - إب) خلال العامين القادمين .
لافتاً إلى أن البرنامج التدريبي للمهندسين الزراعيين الحالي مكثف في عدة مجالات منها تنمية القدرات وكيفية اختيار المشروع المناسب وكيفية إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية وتقييم المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالإضافة إلى كيفية التسويق والترويج للمنتج .
دور محوري
أما الدكتور/ منصور الضبيبي مستشار نقابة المهندسين الزراعيين ومدرب الدورة فيقول : نحن في نقابة المهندسين الزراعيين قمنا بتصميم دورات تدريبية قصيرة ولكنها بمشيئة الله قادرة على الانتقال بالخريج إلى مرحلة جديدة بالتركيز على رفع قدرات الخريجين في إيجاد فرص عمل بعيدا عن الوظيفة العامة من خلال التركيز على المشروعات الزراعية الصغيرة والمتوسطة كأحد القطاعات الاقتصادية التي تستحوذ على اهتمام كبير من قبل الدولة في ظل التغيرات والتحولات الاقتصادية العالمية، وذلك بسبب دورها المحوري في الإنتاج والتشغيل وإدرار الدخل والابتكار واستثمار التقدم التكنولوجي، علاوة على دورها في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للدولة.
مشيرا إلى أن التركيز في هذه الدورة كان على إكساب المتدرب مهارات التفكير العملي في اختيار مشروعه الخاص وفقا لاحتياجات سوق العمل وبما يتفق أيضا مع ميول ومهارات وقدرات المتدرب نفسه، ومن ثم التدريب على مهارات إعداد دراسة الجدوى للمشروع ثم المهارات اللازمة لإدارة المشروع وكذلك مهارات التسويق، وهذا في اعتقادي يمكن المتدرب من امتلاك أهم أدوات النجاح بعد استكمال دراسته الجامعية ليخوض غمار التحديات التنموية على المستوى الشخصي ويصبح عنصرا فاعلا ومنتجا في المجتمع.
اكتساب مهارات
وأضاف الدكتور الضبيبي : من المعروف أن هنالك فرقا شاسعا بين ما يتعلمه الطالب في الجامعة وبين ما يُفاجأ به في الحياة العملية، وأكثر من يلمس هذا الفارق خريجو الكليات التطبيقية ومنها كلية الزراعة. مؤكدا أن أسلم طريقة لدخول سوق العمل هي اكتساب المهارة العملية المناسبة قبل الانخراط فعليا بسوق العمل، وهذا يرفع من ثقة الخريج بنفسه ويعطيه فرصة أكبر للإبداع، وقد ثبت من الواقع العملي أن الاستناد فقط على التعليم لا يكفي لقيام الخريجين بمتطلبات الوظائف والمهن التي يحتاجها سوق العمل، مما يتطلب التوجه إلى التدريب باعتباره الوسيلة التي تلبي المهارات المطلوبة لممارسة المهن والوظائف خاصة إذا تم التخطيط له وصُممت برامجه من خلال الربط الدقيق مع واقع سوق العمل. وفي إطار ذلك اهتمت نقابة المهندسين الزراعيين اليمنيين بتدريب الشباب حديثي التخرج انطلاقا من حرصها على دعم القطاع الخاص وتوفير مختلف العناصر اللازمة لتحقيق دوره المتزايد في التنمية وفي مقدمتها العنصر البشري الذي مثل عدم توافره بالكم والكيفية المطلوبة إحدى المشكلات الرئيسية التي واجهت الجمهورية اليمنية في تنفيذ خطط التنمية.دج

موضوع جيد - شكرا وتقبلي مروري