يستند الإرشاد الزراعي بالمشاركة إلى مشاركة المزارعين والفلاحين وأهل الريف إجمالا، بمعنى قبول واحترام وجهات نظر وخبرات السكان المحليين والتعامل معها بمرونة عالية، وذلك بهدف تحديد وتطويع الحلول التي يقترحها أولئك السكان، بما يتناسب واحتياجاتهم. ولهذا، يقتصر دور المرشدين والباحثين والمنظمات التنموية على مساندة الفلاحين في جهودهم الهادفة إلى تطوير أو تغيير أنظمتهم الزراعية. وتعني المساندة، في هذا السياق، تعزيز قدرات المزارعين على الابتكار والتجربة، وبالتالي تطوير الأنظمة الزراعية بحيث تصبح أكثر استدامة، فضلا عن تمكينهم من السيطرة على الموارد وصنع القرارات التي تؤثر على مشاريعهم وأنظمتهم الزراعية. إذن، مشاركة الفلاحين في العملية الإرشادية والبحثية ضرورية لربط تنمية الأنماطوالتقنيات الزراعية بمعرفة المزارعين العميقة بأوضاعهم المحلية. وبشكل عام، يركز منهج التنمية الزراعية (والتكنولوجية) بالمشاركة على أهمية دور المزارعين في الابتكار والتطوير والتغيير الزراعي، وذلك بما ينسجم مع التراث الفلاحي القائم (تاريخيا) على تنمية الأنماط والتقنيات التقليدية المحلية والوطنية، من خلال تحكم الفلاحين في ما يحدث بمزارعهم وفي القرارات (المتعلقة مثلا بالجوانب التي تحتاج إلى تطوير في النمط الزراعي أو المرتبطة بإيجاد بدائل أو خيارات جديدة). وإذا ما شارك المرشدون أو الباحثون أو العاملون التنمويون في صناعة قرارات الفلاحين، فإن ذلك يكون على قاعدة نديتهم ومساواتهم مع الأخيرين الذين يشاركون في الحوار والبحث. بمعنى أن الفلاحين يعتبرون مصدر الابتكارات وتكملهم المؤسسات التنموية والبحثية. كما تشكل طرق الفلاحين أساس المنهج التجريبي وتكملها بعض الخطوات العملية البسيطة. وتعتمد قنوات الاتصال في عمليتي الإرشاد والبحث بالمشاركة، على نظام متعدد الجوانب أهمها: من فلاح إلى فلاح، المنظمات الأهلية والعاملون بالإرشاد.